الثلاثاء، 22 أكتوبر 2013
12:05 ص

من أشعار المتنبي


وَاحَـرّ قَلْبـاهُ مـمّنْ قَلْبُـهُ شَبِـمُ
وَمَنْ بجِسْمـي وَحالي عِنـدَهُ سَقَـمُ
ما لي أُكَتِّمُ حُبًّا قَدْ بَـرَى جَسَـدي
وَتَدّعي حُبّ سَيفِ الدّوْلـةِ الأُمَـمُ
إنْ كَـانَ يَجْمَعُنَـا حُـبٌّ لِغُرّتِـهِ
فَلَيْتَ أنّـا بِقَـدْرِ الحُـبّ نَقْتَسِـمُ
قد زُرْتُهُ وَسُيُـوفُ الهِنْـدِ مُغْمَـدَةٌ
وَقـد نَظَـرْتُ إلَيْـهِ وَالسّيُـوفُ دَمُ
فكـانَ أحْسَـنَ خَلـقِ الله كُلّهِـمِ
وَكانَ أحسنَ ما فِي الأحسَنِ الشّيَـمُ
فَوْتُ العَـدُوّ الـذي يَمّمْتَـهُ ظَفَـرٌ
فِـي طَيّـهِ أسَـفٌ فِي طَيّـهِ نِعَـمُ
قد نابَ عنكَ شديدُ الخوْفِ وَاصْطنعتْ
لَكَ المَهـابَـةُ ما لا تَصْنَـعُ البُهَـمُ
ألزَمْتَ نَفْسَكَ شَيْئـاً لَيـسَ يَلزَمُهـا
أنْ لا يُـوارِيَهُـمْ أرْضٌ وَلا عَـلَـمُ
أكُلّمَا رُمْتَ جَيْشـاً فانْثَنَـى هَرَبـاً
تَصَرّفَـتْ بِـكَ فِي آثَـارِهِ الهِمَـمُ
عَلَيْـكَ هَزْمُهُـمُ فِي كـلّ مُعْتَـرَكٍ
وَمَا عَلَيْـكَ بِهِمْ عَـارٌ إذا انهَزَمُـوا
أمَا تَرَى ظَفَراً حُلْـواً سِـوَى ظَفَـرٍ
تَصافَحَتْ فيهِ بِيضُ الـهِنْدِ وَاللِّمـمُ
يا أعدَلَ النّـاسِ إلاّ فِـي مُعامَلَتـي
فيكَ الخِصامُ وَأنتَ الخصْمُ وَالحكَـمُ
أُعِيذُهـا نَظَـراتٍ مِنْـكَ صادِقَـةً
أن تحسَبَ الشّحمَ فيمن شحمـهُ وَرَمُ
وَمَا انْتِفَـاعُ أخـي الدّنْيَـا بِنَاظِـرِهِ
إذا اسْتَوَتْ عِنْـدَهُ الأنْـوارُ وَالظُّلَـمُ
سَيعْلَمُ الجَمعُ مـمّنْ ضَـمّ مَجلِسُنـا
بأنّني خَيـرُ مَنْ تَسْعَـى بـهِ قَـدَمُ
أنَا الذي نَظَـرَ الأعْمَـى إلى أدَبـي
وَأسْمَعَتْ كَلِماتـي مَنْ بـهِ صَمَـمُ
أنَامُ مِلْءَ جُفُونـي عَـنْ شَوَارِدِهَـا
وَيَسْهَـرُ الخَلْـقُ جَرّاهَـا وَيخْتَصِـمُ
وَجاهِلٍ مَـدّهُ فِي جَهْلِـهِ ضَحِكـي
حَتَّـى أتَتْـه يَـدٌ فَـرّاسَـةٌ وَفَـمُ
إذا رَأيْـتَ نُيُـوبَ اللّيْـثِ بـارِزَةً
فَـلا تَظُـنّـنّ أنّ اللّيْـثَ يَبْتَسِـمُ
وَمُهْجَةٍ مُهْجَتـي من هَمّ صَاحِبـها
أدرَكْتُـهَا بجَـوَادٍ ظَـهْـرُه حَـرَمُ
رِجلاهُ فِي الرّكضِ رِجلٌ وَاليدانِ يَـدٌ
وَفِعْلُـهُ مَا تُريـدُ الكَـفُّ وَالقَـدَمُ
وَمُرْهَفٍ سرْتُ بينَ الجَحْفَلَيـنِ بـهِ
حتَّى ضرَبْتُ وَمَوْجُ المَـوْتِ يَلْتَطِـمُ
ألخَيْـلُ وَاللّيْـلُ وَالبَيْـداءُ تَعرِفُنـي
وَالسّيفُ وَالرّمحُ والقرْطاسُ وَالقَلَـمُ
صَحِبْتُ فِي الفَلَواتِ الوَحشَ منفَـرِداً
حتى تَعَجّبَ منـي القُـورُ وَالأكَـمُ
يَا مَـنْ يَعِـزّ عَلَيْنَـا أنْ نُفَارِقَهُـمْ
وَجدانُنا كُلَّ شـيءٍ بَعدَكـمْ عَـدَمُ
مَا كـانَ أخلَقَنَـا مِنكُـمْ بتَكرِمَـةٍ
لَـوْ أنّ أمْرَكُـمُ مِـن أمرِنَـا أمَـمُ
إنْ كـانَ سَرّكُـمُ ما قالَ حاسِدُنَـا
فَمَـا لجُـرْحٍ إذا أرْضـاكُـمُ ألَـمُ
وَبَيْنَنَـا لَـوْ رَعَيْتُـمْ ذاكَ مَعـرِفَـةٌ
إنّ المَعارِفَ فِي أهْـلِ النُّهَـى ذِمَـمُ
كم تَطْلُبُونَ لَنَـا عَيْبـاً فيُعجِزُكـمْ
وَيَكْـرَهُ الله مـا تَأتُـونَ وَالكَـرَمُ
ما أبعدَ العَيبَ والنّقصانَ منْ شَرَفِـي
أنَـا الثّرَيّـا وَذانِ الشّيـبُ وَالهَـرَمُ
لَيْتَ الغَمَامَ الذي عنـدي صَواعِقُـهُ
يُزيلُهُـنّ إلـى مَـنْ عِنْـدَهُ الدِّيَـمُ
أرَى النّـوَى يَقتَضينـي كلَّ مَرْحَلَـةٍ
لا تَسْتَقِـلّ بِهَـا الوَخّـادَةُ الرُّسُـمُ
لَئِـنْ تَرَكْـنَ ضُمَيـراً عَنْ مَيامِنِنـا
لَيَحْـدُثَـنّ لـمَنْ وَدّعْتُهُـمْ نَـدَمُ
إذا تَرَحّلْـتَ عن قَـوْمٍ وَقَد قَـدَرُوا
أنْ لا تُفـارِقَهُـمْ فالرّاحِلـونَ هُـمُ
شَرُّ البِـلادِ مَكـانٌ لا صَديـقَ بِـهِ
وَشَرُّ ما يَكسِبُ الإنسـانُ ما يَصِـمُ
وَشَـرُّ ما قَنّصَتْـهُ رَاحَتـي قَنَـصٌ
شُهْبُ البُـزاةِ سَـواءٌ فيهِ والرَّخَـمُ
بأيّ لَفْـظٍ تَقُـولُ الشّعْـرَ زِعْنِفَـةٌ
تَجُوزُ عِنـدَكَ لا عُـرْبٌ وَلا عَجَـمُ
هَـذا عِتـابُـكَ إلاّ أنّـهُ مِـقَـةٌ
قـد ضُمّـنَ الـدُّرَّ إلاّ أنّـهُ كَلِـمُ

———————————————————————————————————————–
النَّـاسُ مَا لَـم يَـرَوكَ أَشبـاهُ
وَالدَّهـرُ لَفـظٌ وَأَنـتَ مَعنـاهُ
وَالجودُ عَيـنٌ وَأَنـتَ ناظِرُهـا
وَالبَـأسُ بـاعٌ وَأَنـتَ يُمنـاهُ
أَفدِي الَّذي كُلُّ مَـأزِقٍ حَـرِجٍ
أَغبَـرَ فُـرسـانُـهُ تَحـامـاهُ
أَعلَى قَنـاةِ الحُسَيـنِ أَوسَطُـها
فِيـهِ وَأَعلَـى الكَمِـيَّ رِجـلاهُ
تُنشِــدُ أَثـوابُنـا مَـدائِحُـهُ
بِـأَلسُــنٍ مـالَهُـنَّ أَفـواهُ
إِذا مَرَرنا عَلـى الأَصَـمِّ بِهـا
أَغنَتـهُ عَـن مِسمَعَيـهِ عَينـاهُ
سُبحـانَ مَن خـارَ لِلكَواكِـبِ
بِالبُعدِ وَلَو نِلـنَ كُـنَّ جَـدواهُ
لَو كانَ ضَوءُ الشُّموسِ فِي يَـدِهِ
لَصـاعَـهُ جـودُهُ وَأَفـنــاهُ
يَا رَاحِـلاً كُـلُّ مَـن يُوَدِّعُـهُ
مُـوَدِّعٌ ديـنَـهُ وَدُنـيــاهُ
إِن كَانَ فِيـما نَـراهُ مِن كَـرَمٍ
فيـكَ مَـزيـدٌ فَــزادَكَ اللهُ
—————————————————————————-
بَكَيتُ يَا رَبعُ حَتَّى كِدتُ أَبكِيكَـا
وَجُدتُ بِي وَبِدَمعِي فِي مَغانِيكـا
فَعِم صَباحاً لَقَد هَيَّجتَ لِي شَجَنـاً
وَاِردُد تَحِيَّتَنـا إِنَّـا مُحَيُّـوكـا
بِأَيِّ حُكمِ زَمانٍ صِـرتَ مُتَّخِـذاً
رِئمَ الفَلا بَدَلاً مِن رِئـمِ أَهلِيكـا
أَيَّامَ فِيكَ شُموسٌ مَا انبَعَثـنَ لَنـا
إِلاَّ ابتَعَثنَ دَماً بِاللَّحـظِ مَسفوكـا
وَالعَيشُ أَخضَرُ وَالأَطلالُ مُشرِفَـةٌ
كَـأَنَّ نُـورَ عُبَيـدِ اللهِ يَعلوكـا
نَجا امرُؤٌ يا ابنَ يَحيَى كُنتَ بُغيَتَـهُ
وَخابَ رَكبُ رِكابٍ لَم يَأُمُّوكـا
أَحيَيتَ لِلشُعَراءِ الشِّعرَ فَامتَدَحـوا
جَميعَ مَن مَدَحوهُ بِالَّـذي فِيكـا
وَعَلَّموا النَّاسَ مِنكَ المَجدَ وَاقتَدَروا
عَلى دَقيقِ المَعانِـي مِـن مَعانِيكـا
فَكُن كَما أَنتَ يَا مَن لا شَبيهَ لَـهُ
أَو كَيفَ شِئتَ فَما خَلقٌ يُدانِيكـا
شُكرُ العُفاةِ لِما أَولَيـتَ أَوجَدَنِـي
إِلَى نَداكَ طَريقَ العُرفِ مَسلوكـا
وَعُظمُ قَدرِكَ فِي الآفاقِ أَوهَمَنِـي
أَنِّي بِقِلَّـةِ مَـا أَثنَيـتُ أَهجوكـا
كَفَى بِأَنَّكَ مِن قَحطانَ فِي شَـرَفٍ
وَإِن فَخَرتَ فَكُـلٌّ مِـن مَوالِيكـا
وَلَو نَقَصتُ كَما قَد زِدتُ مِن كَرَمٍ
عَلى الوَرَى لَرَأَونِي مِثـلَ شانِيكـا
لَبَّى نَداكَ لَقَـد نَـادَى فَأَسمَعَنِـي
يَفديكَ مِن رَجُلٍ صَحبِي وَأَفدِيكـا
مَا زِلتَ تُتبِعُ مَا تولِـي يَـداً بِيَـدٍ
حَتَّى ظَنَنتُ حَياتِـي مِن أَيادِيكـا
فَإِن تَقُل هَا فَعاداتٌ عُرِفـتَ بِهـا
أَو لاَ فَإِنَّكَ لاَ يَسخو بِهـا فوكـا
————————————————————————————————————–
أتُـراهـا لكَـثْـرَةِ الـعُـشّـاقِ
تَحْسَبُ الدّمـعَ خِلقَـةً فِي المآقـي
كيفَ تَرْثي التـي ترَى كلَّ جَفْـنٍ
راءها غَيـرَ جَفْنِـها غَيـرَ راقـي
أنْتِ مِنّـا فَتَنْـتِ نَفسَـكِ لَكِنّـكِ
عُوفِيـتِ مِـنْ ضَنًـى واشتـيـاقِ
حُلتِ دونَ المَزارِ فاليَـوْمَ لـوْ زُرْتِ
لـحـالَ النُّحـولُ دونَ العِـنـاقِ
إنّ لَحْـظـاً أدَمْـتِـهِ وأدَمْـنَـا
كانَ عَمـداً لَنـا وحَتـفَ اتّفـاقِ
لوْ عَدا عَنكِ غيـرَ هجـرِكِ بُعـدٌ
لأرارَ الـرّسيـمُ مُـخَّ الـمَنَاقـي
ولَسِـرْنـا ولَـوْ وَصَلْنـا عَلَيـها
مثـلَ أنْفـاسِنـا علـى الأرْمـاقِ
ما بِنا مِنْ هـوَى العُيـونِ اللّواتـي
لَـوْنُ أشفـارِهِـنّ لَـوْنُ الحِـداقِ
قَصّـرَتْ مُـدّةَ اللّيالـي المَواضِـي
فأطالَـتْ بِهَـا اللّيالـي البَواقـي
كاثَرَتْ نائِـلَ الأميـرِ مِـنَ المـالِ
بِـمَـا نَـوّلَـتْ مِـنَ الإيـراقِ
لَيـسَ إلاّ أبـا العَشائِـرِ خَـلْـقٌ
سـادَ هـذا الأنـامَ باستِحـقـاقِ
طـاعـنُ الطّعنَـةِ التـي تَطْعَـنُ
الفيلَـقَ بالذّعْـرِ والـدّمِ المُهـرَاقِ
ذاتُ فَـرْغٍ كـأنّهـا فِـي حَشَـا
المُخْبَرِ عَنـها من شِـدّةِ الإطْـراقِ
ضارِبُ الـهَامِ فِي الغُبارِ وَمَا يَرْهَبُ
أَنْ يَـشـرَبَ الـذي هُـوَ سَـاقِ
فَـوْقَ شَقّـاءَ للأشَـقِّ مَـجَـالٌ
بَيـنَ أرْساغِهـا وبَيـنَ الصّفـاقِ
مـا رآهـا مكَـذِّبُ الرُّسـلِ إلاّ
صَدّقَ القَـوْلَ فِي صِفـاتِ البُـراقِ
هَمُّـهُ فِـي ذوي الأسِنّـةِ لا فيـها
وأطْـرافُـهـا لَـهُ كالـنّـطـاقِ
ثاقـبُ الـرّأيِ ثابِـتُ الـحِلْـمِ
لا يَقـدِرُ أمْـرٌ لَـهُ علـى إقْـلاقِ
يا بَنـي الحـارِثِ بـنِ لُقمـانَ لا
تَعدَمْكُمُ فِي الوَغى مُتـونُ العِتـاقِ
بَعَثُوا الرُّعبَ فِي قُلـوبِ الأعـاديِّ
فكـانَ القِتـالُ قَبـلَ التّـلاقـي
وتكـادُ الظُّبَـى لِمَـا عَـوّدوهـا
تَنْتَضِـي نَفْسَـها إلـى الأعْـنـاقِ
وإذا أشفَـقَ الفَـوارِسُ مِـنْ وَقْـعِ
القَنَـا أشفَقـوا مِـنَ الإشْـفـاقِ
كلُّ ذِمرٍ يـزْدادُ فِي المـوْتِ حُسنـاً
كَبُـدورٍ تَمامُهـا فِـي الـمُحـاقِ
جـاعِـلٍ دِرْعَـهُ مَـنِـيّـتَـهُ إنْ
لَمْ يكُـنْ دونَهـا مـنَ العـارِ واقِ
كَرَمٌ خَشّـنَ الـجَـوانبَ مِنهُـمْ
فَهْوَ كالـماءِ فِي الشّفـارِ الرّقـاقِ
ومَعـالٍ إذا ادّعـاهـا سِـواهُـمْ
لَـزِمَـتْـهُ جِنـايَـةُ الـسُّـرّاقِ
يابنَ مَنْ كُلّما بَـدَوْتَ بـدا لـي
غائبَ الشّخصِ حاضـرَ الأخـلاقِ
لـوْ تَنَكّـرْتَ فِـي المَكَـرّ لقَـوْمٍ
حَلَفُـوا أنّـكَ ابنُـهُ بالـطّـلاقِ
كيـفَ يَقـوَى بكَفّـكَ الـزَّنـدُ
والآفاقُ فيها كالكـفّ فِي الآفـاقِ
قَـلّ نَفْـعُ الحَديـدِ فيـكَ فَمـا
يَلقـاكَ إلاّ مَنْ سَيفُـهُ مِـنْ نِفـاقِ
إلْـفُ هـذا الـهَواءِ أوْقَـعَ فِـي
الأنْفُـسِ أنّ الحِمـامَ مُـرُّ المَـذاقِ
والأسَـى قبلَ فُرْقَةِ الـرّوحِ عجـزٌ
والأسَـى لا يَكـونُ بَعـدَ الفِـراقِ
كمْ ثَـراءٍ فَرَّجـتَ بالرّمْـحِ عنـهُ
كـانَ مِن بُخـلِ أهلِـه فِي وِثـاقِ
والغِنـى فِـي يَـدِ اللّئيـمِ قَبيـحٌ
قَـدْرَ قُبْـحِ الكَريـمِ فِي الإمْـلاقِ
ليس قَوْلي فِي شَمسُ فِعلكَ كالشّمْسِ
ولكـن كالشّمـسِ فِي الإشـراقِ
شاعـرُ المَجْـدِ خِـدْنُـهُ شاعـرُ
اللّفْظِ كِلانا رَبُّ المَعانِـي الدّقـاقِ
لَمْ تَـزَلْ تَسمَـعُ المَديـحَ ولكِـنّ
صَهيـلَ الـجِيـادِ غَيـرُ النُّـهاقِ
ليتَ لي مثلَ جَـدّ ذا الدّهـرِ فِـي
الأدهُـرِ أوْ رِزْقِــهِ مـنَ الأرزاقِ
أنْـتَ فيـهِ وكـانَ كـلُّ زَمـانٍ
يَشتَهـي بَعـضَ ذا على الخَـلاّقِ

0 التعليقات :

إرسال تعليق

تطبيقنا على الأندرويد