- الفصل الثالث -
هناك عوامل عديدة تمنع الناس من التفكّر، منها: إعتقاد الناس أن ماتفعله الأكثرية بينهم هو الصحيح، فمثلاً يسود في المجتمع ظاهرة عدم الإكتراث لما يذاع في وسائل الإعلام من الكوارث والحروب والمخاطر، ولكن أكثر الناس يطوون صفحات الجرائد ويطفئون جهاز التلفاز بعد ذلك وهم يشعرون بسكينة داخلية، دون التفكر بما يمكن لأحدهم أن يقوم به إزاء ذلك، وإذا ما توجهت إلى أحدهم باللائمة نهرك قائلاً “هل يتوقف عليّ إنقاذ العالم”.
التكاسل الذهني من العوامل الهامة التي تصرف الناس عن التفكر، وهو يعني أن نقوم بأعمالنا الإعتيادية اليومية كما نؤديها دون التفكير بالتغيير، ويعني أن نرى الأشياء كما نراها دائماً دون أن نفكّر في تغيير كيفية رؤيتنا لها. فربات البيوت على سبيل المثال ينظفن بيوتهن بنفس الطريقة التي شاهدن والداتهن يقمن بها، دون التفكير بطرق عملية أكثر.
أيضاً هناك قناعة سائدة في المجتمعات أن التفكير العميق مضر! فتجد الناس يحذّر بعضهم بعضاً بالقول “لاتفكّر كثيرا ولا تتعب حالك”، والحق أنه ليس على الناس أن يتجنبوا التفكير بل عليهم أن يتجبنوا السلبية في التفكير والوقوع في وساوس الشيطان أو سوء الفهم،فمثلاً الضال عندما يتفكّر في قِصَر الحياة يدفعه تفكره إلى الإنكباب على ملذاتها بقوة قبل أن يحيل أجله، اما الذي يتفكر بنور الله في قِصر الحياة فإن تفكّره يدفعه إلى المجاهدة بشدة من أجل الفوز بالآخرة.
البعض يظن أن إذا هرب من التفكّر في حقيقة هذه الحياة الدنيا فإنه بذلك يهرب من مسؤلياته أمام ربه غداً في الآخرة، وهذا وهم عجيب مؤسف، فالإنسان محاسب مسؤول أمام الله سواء أأعمل عقله أم لا.
البعض يقول “لاوقت لي للتفكر” وفي الحقيقة فإنه “لا وقت لنا لعدم التفكر”.
الإعتياد، فالذي يشاهد جثةً لأول مرة سيتفكّر بحقيقة الموت طويلاً، لكنه سيألف الأمر بعد ذلك، عندما تفد إليك نعمة جديدة ستتفكر بعناية الله لك وكرمه، لكنك لن تأبه بالنعمة بعد مرور وقت عليها ولن تعد تشعر بالمنة تجاه الله.
0 التعليقات :
إرسال تعليق