- الفصل الرابع -
بماذا يتفكّر المؤمن من خلال الأحداث اليومية التي يشهدها، وماهي العِبر التي يمكن أن يستخلصها، وكيف يشكر الله بعد ذلك؟ هذا ما سنحاول الإجابة عنه هنا، عن طريق أمثلة قليلة، فقدرة الإنسان على التفكر تشمل كل شيء وهي أكبر بكثير مما نظن. ونحن هنا نفتح الباب فقط.
عليك اولاً أن تدرك تماماً أن [ الأشخاص الذيت يتفكرون هم وحدهم القادرون على فهم وتقدير مختلف الأمور ].
الإستيقاظ من النوم بنشاط جديد يذكرنا بقوله تعالى “وهو الذي جعل لكم الليل لباساً والنوم سباتاً وجعل النهار نشورا”، استيقاظك من النوم بكامل عافيتك وصحتك – رغم أنه كان بالإمكان أن تستيقظ على صوت إنفجار نتيجة لتسرب الغاز مثلاً أو تستيقظ على إثر ألم في المعدة – يجعلنا نشكر الله على رحمته بنا لذلك فغن أفضل ما نفعله هو أن نمضي يومنا في مرضاته تعالى، الذي ينظر إلى المرآة فيجد شعره قد بدأ يغزوه الشيب عليه أن يتفكر في ان هذه الحياة مؤقتة وحسب، قد تنظر الى رموش عينك فتتأمل كيف أنها تقف عند طول معين فلا تطول على خلاف بقية أشعارك، وكذا الأسنان.
وعلينا أن نعلم أنما يمر بنا من مشاهد (ونحن ذاهبون للعمل) إنما يمر بعلم الله وإرادته ولابد أن يكون هناك سبب من وراء ذلك فبما أن الله جعلنا نخرج ووضع هذه المشاهد أمامنا فلا بد أن فيها ما يجب أن نراه ونتدبره.
وهكذا يمضي المؤلف طويلاً في رحلة خلاّبة في عالم التأمل اللامحدود، يسوق لنا مشاهد متكررة من حياتنا اليومية وطرق التفكّر بها وما يستنتجه المؤمن من ذلك كله.
0 التعليقات :
إرسال تعليق