معاني الكلمات:
كل منا يكون مفهومه الشخصي للكلمات .. طبقاً لتجاربة وخبراته… لو جئنا بعشرة أشخاص، وسألت كل منهم عن معنى النجاح. ستجد أن لكل منهم معنى مختلف تماماً عما يقصده الآخر .. فهناك من يعتبر النجاح هو الثروة .. وهناك من يؤمن بأن النجاح هو السلطة .. بينما يؤمن آخر أن النجاح هو أن تجتاز إختبار نهاية العام بنجاح!..
مثال
تعرف سعيد علي نهال .. وكان يحاول أن يقرب وجهات النظر لأنه أعجب بها .. لذلك راحت تسأله كي تتعرف على شخصيته..
نهال:
قل لي يا سعيد.. هل أنت عصبي؟
سعيد: نعم .. عصبي جداً!
ولم يعرف السر الذي من أجله إبتعدت نهال عنه!
كلمة (عصبي ) ليس لها معنى محدد…
فهي بالنسبة لنهال : المجنون الذي يضرب ويكسر كل ما حوله إذا ما جائته نوبة غضب ..
أما سعيد فكان يقصد ببساطة – أنه قد يرفع صوته حين يغضب ، وربما إقترنت العصبية عنده بالرجولة بشكل ما..
مثال :
حين تقال أمامك هذه الجملة:
” يصر أحمد علي التصرف هكذا رغم علمه أن هذا يضايقني..”
هل تظن أن هذه العبارة واضحة ونقلت لك المعنى تماماً؟
بالطبع لا … لأن هناك اشياء مبهمة في الجملة .. لو عرفتها قد تقلب المعنى الذي في ذهنك تماماً.. فكي تفهم الجملة يجب أن تسأل :
كيف تعرف أن أحمد يعرف ما يضايقك ؟
كيف عرفت أنه يصر – عمداً – على فعل هذا؟
هل هو مصر فعلاً أم أنك تخمن؟
هل هي المرة الأولى التي يفعل فيها هذا؟
هل ما فعله أحمد يضايق فعلاً؟
ما الذي فعله أحمد؟
من أحمد هذا أساساً؟
العقل يميل لتكميل المعلومات الناقصة.. فلو قلت لك أن تكمل الرقم التالي:
0 – 1 – 2 – 3 – (…..)
ما هو الرقم الناقص
4؟
خطأ
لقد كنت أقول لك : رقم هاتفي المحمول ، والذي يبدأ بهذه الأرقام .. الرقم التالي هو 6 وليس 4 .. لكن عقولنا تعمل أوتوماتيكياً لتكميل المعلومات الناقصة .. فجعلك تفترض أنني أقوم بالعد…
وهذا ما حدث في الجملة في المثال السابق..
الجملة مبهمة تماماً، ولا توجد معلومة احدة كاملة فيها .. لكن عقلك أكمل وحدة المعلومات الناقصة ، وجعلك تتوهم أنك تفهم جملة غير مفهمة أساساً..
فأحمد ينصح زوجته بالإهتمام بالأولاد أكثر لكنها ترفض فجائت إليك تشكوك …!!!
هلي فهمت الجملة على هذا الأساس؟
هل كنت تعرف أن قائلة العبارة سيدة؟
لماذا إفترضت أن أحمد هو المخطيء لمجرد أن هناك جملة مبهمة تشكوك منه؟
هل عرفت أن اللغة لا تنقل لنا الا المعنى الذي في أذهاننا ؟
أنا أكره.. أنا أحب..
تعلمنا جميع الأديان أن نتحكم في مشاعرنا وأهوائنا .. هذا ممكن .. وإلا لما إستطعت أن تتوقف عن تناول طعام تحبه لأنك صائم .. أنت تستطيع التحكم فعلاً في مشاعرك ..لكنك قد تقلل من شأن هذه القوة بداخلك ..
أنا أكره جزءاً منك!!
أسأل نفسك : هل يوجد شخص في هذه الحياة خال من الفضائل ؟
حين تكره شخص ما .. فأنت لا تكرهه هو .. أنت تكره تصرفاً ما قام به .. تكره صفة ما موجودة فيه ..
لا ترفض الشخص نفسه .. بل أرفض التصرف الذي قام به أو الصفة السلبية التي فيه.. لا تقل لنفسك : أنا أكرهه .. بل قل أنا أكره تصرفاً معيناً يقوم به..
بالتأكيد من تكرهه به صفات إيجابية كثيرة جداً لكنك لا تلق لها بالاً ..
هل تعتقد أن كل الناس يرون ذلك الشخص سيئاً هكذا؟؟
بالتأكيد هناك أناس يحبونه ..
مثال : طوال عمري لا أحب المحشي بأنواعه لا سيما الكرنب منه .. ليس موقفاً شخصياً من المحشي لا سمح الله .. لكن الرغبة في الحفاظ علي الوزن جعلتني لا أستسيغ هذا المحشي الذي جاء كي يزيد وزني .. أعترف أنه لذيذ فعلاً.. لكني أتجاهل هذه النقطة وأركز علي صورتي والبنطال لا ينغلق علي بطني وقد فقدت جاذبيتي وسحري المعهودين .. كان الموضوع صعباً في البداية .. ولكنه أصيح جزء من برمجتي اليومية أن أتجاهل حلة المحشي الموضوعة أمامي ف الوليمة وأتجه نحو صحن السبانخ لأغترف منه بعض الحديد..
هل الكرنب سيء؟؟؟ ..
ليس هناك شيء جيد أو سيء في ذاته لكن تفكيرنا هو ما يجعله كذلك ..
أنا أحب :
نحن نحب من نريد أن نحبهم مهما كانت تصرفاتهم ..هذه هي الحقيقة .. ألم تر في حياتك أماً يتميز إبنها بالفشل والدمامة والضياع .. ولكنها رقم ذلك تؤكد للجميع أنه أفضل إبن خلق على وجه البسيطة ، بل وتشعر أنها مقتنعة بذلك تماماً؟
هل قابلت في حياتك شخصاً يحب طرفاً آخر لا يناسبه .. ورغم ذلك يتجاهل نصائح الناس ، ويستمر في العلاقة ؟ هذه هي الحقيقة .. لو أردنا أن نحب شخصاً ما سنحبه .. ولو أردنا أن نكرهه فسنكرهه.
هذا الموضوع إرادي تماماً ..ويمكننا التحكم فيه.. من الممكن أن نتقبل شخصاً ما ونتوقف عن كرهه لو قررنا هذا ..
السبب هو أن الكراهية ستدمر حياتك ، وتملأك بالمشاعر السلبية التي لا تريدها لنفسك .. الحب إختيار ، وكذلك الكراهية ..
فكر في الأمر .. لو كرهت شخصاً ما ، فأنت تعطيه القوة ليسيطر علي حياتك .. ستجعل صورته لا تفارق ذهنك كما أن الكراهية لن تجعلك تغير الوضوع ولن تجعل حياتك أفضل
الضعيف لا يمكن أن يسامح .. فالتسامح من صفات الأقوياء (غاندي)
0 التعليقات :
إرسال تعليق